يحتفل العالم "باليوم العالمي للمرأة" تقديراً لدور المرأة ومكانتها والتضحيات التي قدمتها سواء في بناء الأسرة أو الدفاع عن حرية أوطانها، ومن الغريب أن تشهد بعض الدول العربية تراجعاً خطيراً في فهم دور المرأة وتقدير مكانتها؛ وتهديداً لاستمرار هذا الدور وإرتفاع صيحات متخلفة تطالب بعوده المرأة إلى البيت.

أن مجتمعات لا تدرك أهمية المرأة ودورها هي مجتمعات آخذة في الذبول؛ لا يمكن أن يكون لها موقعاً على خريطة التقدم والإزدهار؛ إن إنكار الدور الذي تقوم به المرأة سواء في إعداد الأجيال كان أو كشريكاً للرجل في البناء والتنمية يؤدي إلى غياب الإنتماء والتفاعل الحقيقي مع قضايا المجتمع.

إن الإحتفال باليوم العالمي للمرأة لا يكون بإلقاء الخطب أو إصدار البيانات وإنما برعاية هذا الدور وحمايته وتفعيله لكي يتاح لها الفرصة كاملة لإظهار كفاءتها والإستفادة بخبراتها في كل المجالات بعد أن أثبتت التجارب العالمية نجاح المرأة في كل المواقع التي عملت بها سواء في مجال السياسة أو الإقتصاد أو الإجتماع أو القضاء أو المحاماة.

إن محاولات بعض التيارات التذرع بأفكار بالية أو فهم خاطىء لمعاني سامية كرمت المرأة وأتاحت لها كل الفرص للإبداع؛ لا بمكن أن تصمد أمام إصرار المرأة العربية على إنتزاع حقوقها كاملة غير منقوصة.

إن الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب وهي تحيي هذه الذكرى الغالية تدعم كل الجهود التي تبذلها منظمات المجتمع المدني العربية العامة أو المعنية بالمرأة سواء في حفاظهم على حقوقها أو دعمها أو إكتساب مساحات جديدة تستحقها؛ وتؤكد على أهمية دور المرأة وترفض كل الدعاوي التي تحاول تقييد حقوقها وتدعو إلى تكريم الرائدات الأوائل في كل المجتمعات العربية واللاتي كن في مقدمة الصفوف وبذلك نقدم النموذج للأجيال القادمة لدفعهن إلى مزيد من النضال لمزيد من الأدوار الإيجابية والمشاركة في تقدم الأمم.